بقلم :سلوى المؤيد
........................
وقف الصحابةعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعبدالله بن عمرمع اجتهاد عمر بن الخطاب حول توزيع الأراضي المفتوحة ،وكان الخليفة عمر يهدف إلى العدل ومصلحة الأمة الإسلامية في ذلك الوقت وفي المستقبل .
شرح علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وجهة نظر عمر للمحاربين الغاضبين من عدم توزيع أربعةأخماس الغنائم من المال والأراضي عليهم بإن عليهم أن يعلموا أن عمر يريد تحقيق الأهداف العامة للشريعة الإسلامية ،وأن هناك نص آخروضع الله فيه الحكم ثم ذكرعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ، لهم سورة الحشر التي توضح كيفية توزيع ما تحصل عليه الجيوش الإسلامية بطريقة واضحة وهي الآيات ٧-٨-٩.
(٧)ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياءمنكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب (٨) للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله يبتغون أولئك هم الصادقون (٩) والذين تبؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتو ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئكهم المفلحون "
اتفق رأي عمر مع رأي علي رضي الله عنهما على أن هذه الآيات شملت جميع المسلمين فليس هناك أحد إلا وله حق في هذه الأموال والكنوزمن الأراضي التي أصبحت تحت الحكم الإسلامي .
وبعد أن أستشار عمر الأنصار والمهاجرين من أهل المدينة ومكة ووافقوه الرأي ،قام الخليفة عمر بفرض الجزية على أهل الديانات الأخرى في الدول المفتوحة التي رحبت بالإسلام ،وذلك لإن هؤلاء غير ملزمون بالمشاركة في الفتوحات الإسلامية لنشر الدين الإسلامي ، لكن إذا قام أحدهم بالمشاركة في الحرب تلقى عنه الجزية ، بل أن الخليفة عمر ألقى الجزية عن المسنين الفقراء من أهل الذمة ووفر لهم دخل من بيت المال .
ثم قام عمر بن الخطاب باستشارة على بن أبي طالب واتفقا مع الصحابة وبقية المهاجرين والإنصار على إبقاء الأراضي في الدول التي حاربت الجيوش الإسلامية مع أصحابها ليستثمروها ويدفعوا ضريبة للدولة الإسلامية .
أما الزكاة فقد فرضت على تجارة المسلمين وثمار أراضيهم في الدول الإسلامية.
كان تقدير عمر بن الخطاب لعلي بن أبي طالب رضي الله أثناء خلافته،واضحاً كالشمس يناقض كل ما يحاول تشويه هذه العلاقة الجميلة،والدليل على ذلك وضعه مستشار أول له خلال حكمه واستشارته في الكثير من الأمور التي تواجهه كخليفة للمسلمين منها
*نفقات الخليفة عمر بن الخطاب :
لم يخصص عمر بن الخطاب مرتباً له من بيت المال بعد أن تولى الحكم كخليفة للمؤمنين ،حتى بدأ يضيق عليه عيشه لإنه كان من قبل ينفق على نفسه وإسرته من التجارة التي كان يمارسها، لكنه بعد أن أصبح خليفة للمسلمين انشغل بشؤون الدوله ،وترك تجارته.
فأرسل إلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشيرهم فيما له من مال المسلمين لينفق على نفسه وأسرته .
أجابه عثمان بن عفان رضي الله عنه "كل وأطعم "،وأيده الصحابي سعيد بن زيد .
وسأل عمربن الخطاب مستشاره علي بن أبي طالب :
"ما تقول يا علي في ذلك "
أجابه علي "ما أصلحك وأصلح عيالك بالمعروف".
لكن عمر قسى على نفسه وعياله وزوجته إقتداء بالرسول الكريم .
وعندما لجأ عياله إلى أم المؤمنين حفصة بنت عمررضي الله عنها لكي يخفف عنهم حرمانهم من المال الذي كان ينهمر على المدينة من الدول التي دخلها الدين الإسلامي
رد عليها إنه في ما يصرفه يجب أن يكون مثل صاحبيه أبو بكر الصديق والرسول الكريم صلوات الله عليه .
وخرج إلى الناس وقال "أنا أقول لكم بما ا ستحل لي من مال الله .هما حلتان ،حلة في الشتاء وحلة في الصيف وما أحج به واعتمر من الدواب ،وقوت أهلي كقوت رجل من قريش،ليس بإغناهم وليس بإفقرهم ،ثم أنا بعد ذلك رجل من المسلمين يصيبني ما أصابهم "
ثم أوضح قائلاً
"إنني مع مال المسلمين مثل اليتيم ،إن استغنيت عنه تركته ،وإن افتقرت إليه أكلت بالمعروف "
وكان ذلك القول أثناء انهمار المال والكنوز والذهب بغزارة على الدولة بسبب الفتوحات الإسلامية ، لكن الخليفة عمر كان يريد أن يذهب إلى ربه خالياً من الذنوب ، حيث أن القرآن الكريم ذكر أن المال العام للرعيه وتنميةالدوله فقط لا للخليفة المسؤول عن هذا المال وأهله وسيحاسبه الله عليه يوم القيامة .
http://Www.salwaalmoayyed.com.bh